2016-02-16 | International News

الرحلة الغير متوقعة من الريف الاسرائيلي الى الشهرة العالمية

مترجم

awa4-1438272573

 ثلاث اخوات ترتدين حجابات وردية راكبات في سيارة جيب بيضاء يجبن الصحراء. في منزله الريفي ، رجل ذو لحية بيضاء مقصوصة جالس في ظل قبعته العسكرية بينما تنفخ الدخان من النرجيلة امرأة مسنة ذات طلاء أظافر ذهبي و هي جالسة في كرسيها الهزاز. عيون المرأة غارقة في مجموعة من الشبان المرتدين الأزرق و يدورون في رقصة تشبه الهيب هوب ، بينما هي في الحقيقة رقصة تقليدية تدعى “الخطوة اليمنية” . بألوان و مشاهد زاهية تم تصوير الأغنية ليفهم معناها و هي أغنية يمنية تدعى “حبيب قلبي” تم توزيعها من جديد مؤخراً من قبل شبان اسرائيليين هواة لموسيقى البوب . بدأت شهرة هؤلاء الشبان تنتشر لتمتد من طنجة الى تل أبيب.

طير، ليرون و تاج الهيم ، ثلاث أخوات قاموا بانشاء فرقة الاوا ، حدثوني عبر مكالمة سكايب عن انفسهم و عن حياتهم التي تتمثل في بيتهم الريفي في اسرائيل في وادي عرفة جنوب البلاد . ثلاث اخوات من أصل ستة تتراوح أعمارهن بين ال26 و ال32. كأطفال ، برعت الفتيات في التأدية و الغناء في الفرق و الحفلات المدرسية

“كنا نغني في الفرق المدرسية نرقص حافين ، نغني للريح و نؤدي رقصات شعبية “

أم الفتيات القادمة من أصول يمنية-أوكرانية اعتادت أن تعطيهم طناجر و أواني منزلية لاستخدامها كالات موسيقية “تدربنا في المنزل!” تقول ليرون

من بضعة سنوات و بينما كنا على الطريق بين تل أبيب و رامات غان حين نقطن الان بدأنا بالتخطيط لانشاء فرقتنا و التي تدعة ب “أيوا” و هي كلمة عربية عامية.

الأخوات هايم يغنين باللغة العربية و باللهجة اليمنية المحكية بالتحديد . تقول طير : والدنا يمني الأصل لم يكن متأكد في البداية كيف سيتلقى العالم هذا النوع من الموسيقى. و قال لنا : أحب الموسيقى اليونانية ! لماذا لا تؤدون باليوناني ! لكننا قلنا لا . الثقافة اليمنية تسكن أرواحنا و هي ثقافة أجدادنا و لغتهم و بها سنغني .

من عام 1949- 1959 جلبت عملية البساط السحري أكثر من 50 ألف يهودي من اليمن الى الدولة المنشأة حديثاً “اسرائيل”

الأغاني اليمنية التراثية كحبيب قلبي هي أغاني توارثتها و تناقلتها أجيال عديدة و لكن سجلوا لأول مرة في اسرائيل في الخمسينات و الستينات

 االأخوات هايم أردن اعادة احياء أغاني كحبيب قلبي لكنهم أرادوا منتج لذا أرسلوا أغنية حبيب قلبي لتامر يوسف ، المغني الرئيس في فرقة الغجر البلقان .

وترى الأخوات هايم قرب من تامر يوسف لخلفيته اليمنية مثلهما ، أعطى تامر الأغنية لنساءيمنيات كبار في العمر فتحمسوا للمساعدة و أحبوا الأغنية حتى أنهم ظنوا أن الأخوات من اليمن .

كانت الأخوات كوالدهم تماماً ، غير متأكدات بعد من ردات الفعل و مدى الشهرة التي ستحصدها الأغنية و خاصة أنها باللغة العربية. قالوا ، لقد كنا متوترين لكن متفائلين . “عليك أن تسمع لحدسك و تبقى مرتبط مع المكان الذي أتيت منه ” تقول طير التي تعلمت غناء الجاز في مدرسة ريمون للموسيقى. اليوم أغنية الأخوات “حبيب قلبي” شوهدت على اليوتيوب لأكثر من 750 ألف مرة كما أقامت الأخوات حفلات في كل مدن اسرائيل و أوروبا.

في الماضي ، كانت اللغة العربية المحكية من قبل اليهود المشرقيين بمثابة لعنة على أصحابها بما أنها كانت لغة أعداء اسرائيل .

awa3-1438272659

سياسة الرئيس السابق دافيد بن غوريون أدت الى دمج لغات أخرى في اسرائيل ليتعايش أهلها مع المجتمع و يكونوا جزءاً منه كلغة اليادش، اللادينو و العربية بمختلف  لجاتها التي يتكلمها اليهود. فبينما كان اليهود الأشكيناز (الغربيون) أكثرية في أوساط السياسة الاسرائيلية كان اليهود السفرديم (المشرقيين) أقلية في هذه الأوساط و كانوا هم الأكثر فقراً و بؤساً في اسرائيل.

فرقة “أيوا” هي بمثابة بادرة تحتفل بالثقافات المختلفة و المتنوعة لاسرائيل. الان و بعد عقود من التمييز تمكن الشباب المزراحيم من اعادة اكتشاف هوياتهم كيهود شرق أوسطيين ، تقول الأخوات هايم “من الرائع أن نكون مزراحي ! “مشرقيين”

أيوا و تامر يوسف ليسوا الوحيدين الذين أعادوا احياء الثقافة اليهودية اليمنية في اسرائيل.

تشير الأخوات الى أنهم وصلوا الى أغنية حبيب قلبي من مطرب يدعى شلومو موجا هاجر من اليمن لاسرائيل في الستينات . و في العام 1980 مغنية البوب الاسرائيلية أوفرا هازا غنت كذلك باليمني و التي عرفت باسم مادونا العرب كما ساعدت على وصل الجسور بين العرب و اليهود. و كذلك فعلت اشينوام ليلي و اليمن بلوز و غيرها من الفرق و الأفراد الاسرائيلية الذين أدوا الغناء اليمني في الكثير من الأماكن حول العالم

عن استهداف فرقة ايوا للجمهور العربي تقول الأخوات : لدينا جمهور في الكثير من الدول المسلمة و خاصة في اليمن حيث يفخر الناس بنا لأننا حافظنا على الثقافة اليمنية . تقول طير : لقد قامت صفحات عربية كبرى على الفيسبوك كصفحة “هيبستار مسلمين” التي يتجاوز عدد معجبيها ال1 ألف، بنشر أغنيتنا بعد أيام من اصدارها .

تقول طير: من الرائع أن الناس تعرف أننا من اسرائيل و رغم ذلك يسمعوا لموسيقانا و يعجبوا بها . لقد أصبحنا نشكل ما هو بمثابة الجسر الواصل بين العرب و اليهود من خلال الثقافة و الموسيقى .

على الرغم من أن كلمات الأغنية تحتوي مقاطع تعبر عن حالة الحزن فيها، مثل ” حبيبي، عيوني، ما هو الذي قلبك علي؟ من الذي سيسمعني وأنا أبكي؟” إلا أن الأخوات هاييم إستطاعا قلب هذا المعنى الحزين إلى أغنية ضاربة وشعبية. تقول طير” إن الفيديو كليب في الأغنية يعمل على إضافة جانب قد لاتجده في كلمات الأغنية” وتضيف” لقد أضفنا شيئاً عبر هذا الكليب، قمنا بتحرير أنفسنا، أخذنا سيارة الجيب، وقدنا السيارة عبر الصحراء”
يتضمن الألبوم ١٢ أغنية، بما فيهم أغنية ” حبيب قلبي” المتأثرة بالتراث الشعبي اليمني الموسيقي والشعري، والذي سيطلق في هذا الصيف”
تقول الأختين”أيوا، وهي طريقة في المناداة كمن يقول يالله، دعونا نحتفل، ونفرح، فالألبوم سيعمل على إسعادكم” ثم تضيفان مع بعضهما البعض” لقد أحببنا قيام الجمهور بالقدوم إلينا بعد سماعنا، ” لم نفهم كلمة من الأغنية، لكن هذا لايهم فالموسيقى كانت مؤثرة فعلاً ولم استطع التوقف عن الرقص”