2016-02-23 | International News

اليهود المزراحي : الوجوه الجديدة لاسرائيل

انها صبرا ، ولدت و ترعرعت في اسرائيل من أبوين عراقيين مهاجرين قدما الى اسرائيل في أوائل الخمسينات .

هو أمريكي ولد في اسرائيل ، تربى و ترعرع في مدينة كوين في نيويورك ، هو ابن لأم أمريكية يهودية و أب يهودي هندي ، ترعرع في عائلة اتبعت تقاليد الوالد

اليهودي الهندي.

hanna-azoulay300

يهودا يعقوب ، المبعوث الاسرائيلي لنيو انجلاند و زوجته عفرا يعقوب . زوجين دبلوماسيين في بوسطن منذ العام 2014. هما جزء من هذا الوجه الجديد لاسرائيل المتنوع و الذي يضم يهود من كافة الجنسيات و البلدان .

اليوم أصبح ما يقارب نصف التعداد السكاني اليهودي من اليهود المشرقيين.

والدي عفرا كانوا جزء من أمواج اليهود النازحين من العراق، مصر ، اليمن، المغرب ، سوريا الخ من يهود المشرق.

العام الماضي ، قامت الحكومة الاسرائيلية و لأول مرة بتحديد يوم 30 نوقمبر كيوم خاص لاحياء ذكرى 850 ألف من اليهود السفرديم الذين قدموا لاسرائيل لاجئين من الدول العربية و ايران.معظم هؤلاء اللاجئين نزحوا بعد تأسيس دولة اسرائيل حيث تعرضوا لتضييق شديد عليهم في الدول العربية اضافة الى موجات من العنف و ملاحقات أمنية.

في ذلك الوقت كان عدد اليهود في الدول العربية يقدر بمليون نسمة . اليوم تقلص العدد لبضعة عشرات من الالاف أعداد كبيرة منهم في المغرب .

بالتزامن مع أنشطة احتفالات قنصلية  نيو انجلاند باللاجئين اليهود من الدول العربية و ايران تم اقامة احتفال مماثل في معبد بيت ايلوهيم في ويليسلي الأمريكية.

و تضمن البرنامج عرض فيلم ، محاضرة من الدكتور اسحق باكال و أداء موسيقي من كاتادور عيدان .

بعد عدة أسابيع ، جلس الصحفي مع القنصل و عفرا في مكتبهما في مركز مدينة بوسطن ليفهم منهما بشكل أكبر و من عفرا بالتحديد مفهوم اليهود المزراحي و ثقافتهم و

جذورهم و دورهم في اسرائيل.

234

جزء مهم من دول القنصل في نيو انجلاند هو أن يوفرالفرصة لليهود و العامة لفهم اسرائيل كما هي اليوم . يقول يهودا يعقوب : “ديموغرافية اسرائيل و تعدادها السكاني بما فيه التعداد اليهود هو في تغير مستمر مما يؤدي الى تغير ثقافتها كذلك بشكل مستمر”.

قصة لجوء والدي عفرا تشبه الكثير من القصص ليهود مزراحي نزحوا عن الدول العربية و هجروها الى اسرائيل. نزحوا كمراهقين في بداية الخمسينات من العراق و التقيا معاً في مخيمات النزوح ثم وصلا الى اسرائيل و لحق بهما جدا عفرا فيما بعد .

تركوا كل شئ ورائهما ، جاءوا بدون أي من ممتلكاتهم. بدأوا حياته في اسرائيل في خيمة و بالطبع عانوا كثيراً .

بالنسبة لوالدي عفرا و ممن هم من جيلهم ،  كان تركيزهم في سنواتهم الأولى في اسرائيل منصب على تعلّم اللغة ، ايجاد عمل و بناء حياة جديدة مع عائلاتهم .

بينما كان الطعام العراقي و الثقافة العراقية جزء  من حياة عائلة عفرا و حيوات جيرانهم ، كانت تلك الثقافة مغيبة الى حد كبير عن عفرا.

لم أكن وحيدة “تقول عفرا” لم يكن أحد يسأل من أين أتينا و كيف أتينا و كيف عشنا هناك ، الكل كان يركز على بناء حياة جديدة في اسرائيل.

لم يقلق والدي عفرا من المشاكل التي واجهتهم لكنهم احتفظوا بفخرهم بثقافتهم و تقاليدهم العراقية .

عائلة عفراء تنتمي لعائلة حاخامات يهودية عريقة في العراق كما أن أحد أقاربها عمل في وزارة المالية العراقية و كما هو حال عائلات عراقية يهودية أخرى تربّت والدة عفرا في مدارس فرنسية في العراق.

عفرا التي عملت كمدرسة لغة عربية في مدارس اسرائيل قالت أن الجيل الثاني من أبناء اليهود المزراحي يبدون اليوم اهتمام فريد من نوعه بثقافة ابائهم .

تضيف عفرا ، والدي سعداء اليوم لأنهم باتوا يروا الناس يتحدثون عن ثقافتهم  .

تشير الاحصائيات الى أن التوزع الديموغرافي في اسرائيل مؤخراً فيه تزايد لعدد الأولاد الذين يكبرون في أسر مختلطة (يهود مشرقيين و مغربيين)

“العديد لا يعلمون ما يعنيه مزراحي أو أشكينازي “يقول يهودا يعقوب

تقول الدراسة أن واحد من أصل ثلاثة  في اسرائيل يصفون أنفسهم على أنهم قادمين من أسر مختلطة.

تاريخ اليهود القادمين من الدول العربية الى اسرائيل لم يكن معروفاً في اسرائيل حتى وقت قريب الا أن هذا الحال اخذ في التغير حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نوفمبر الماضي عن ضم تاريخ يهود الدول العربية و ايران الى المناهج المدرسية في اسرائيل .

الموضوع له بعد سياسي أيضاً حيث أنه يتم تناسي هؤلاء اليهود اللاجئين من الدول العربية في حين ترفع قضية اللاجئين الفلسطينيين في كل المحافل الدولية و في كل المناسبات

يقول القنصل العام ” قصة اليهود الهاربين من الدول العربية قصة مهمة يجب أن تحكى و تدرس في مناهج اسرائيل بغض النظر عن العامل السياسي”

من يدرس اسرائيل عليه أن يدرس هذه القضية أيضاً لأنها جزء من تاريخ اسرائيل .