رسم لنا ناشط و كاتب سياسي صورة كئيبة لحياة اليهود السوريين في اتصال مع الجورساليم بوست. يقول ايار سيزار : كل اليهود الذي أرادوا مغادرة سوريا غادروها منذ زمن . معظم اليهود غادروا سوريا في  التسعينات وفقاً لاتفاقية ابرمت بين الحكومة السورية و الولايات المتحدة أما من بقي فه من كبار السن الذين وجدوا صعوبة في تغيير نمط حياتهم و الانتقال لمكان اخر . طلب هؤلاء انهاء حياتهم في دمشق و فضلوا عدم مغادرتها حتى وجدوا أنفسهم في وسط الحرب . و عندما سألنا سيزار عما اذا كانت حياتهم معرضة للخطر أجابنا بأنه لا يظن بأنه للنظام أي مصلحة في الاعتداء عليهم . لطالما النظام يسيطر على دمشق فان حياتهم بخير و امنة ما عدا بعض الصعوبات التي يواجهونها ككل السوريين بسبب ظروف الحرب الا أن البقاء في سوريا كان خيارهم . 

مندي  صفدي و هو درزي اسرائيلي على اتصال مع يهود سوريا نقل للجورساليم بوست بعض الرسائل و الصور منهم . يقول : لقد بقي 16 من أصل 70 يهودي من العجزة في دمشق يعانون من صعوبة في الحصول على المواد الغذائية و الاعانات الطبية بسبب ظروف الحرب كما يعانون من صعوبة التنقل مما يصعب عليهم المغادرة . كما أخبر أصدقاء صفدي في سوريا أن الكنيس في دمشق يفتح لساعتين فقط في يوم السبت (الشابات)

يخبرنا البروفيسور يارون هارين بأنه قامت مؤخراً اليونيسكو بتصنيف المخطوطة المحفوظة في كنيس حلب منذ ممئات السنين على أنها كنز تاريخي واقع في خطر حقيقي بسبب تعرض الكنيس للدمار و وقوعه في منطقة اشتباكات . المخطوطة كتبت في شمال اسرائيل في 930 قبل الميلا. المخطوطة تحكي عن تنقلات اليهود و المراحل التي مروا بها حيث تم تهريب المخطوطة من اسرائيل الى سوريا منذ 60 عام مضوا . ومن ذلك الحين اختفت 200 صفحة من الصفحات ال500 للمخطوطة .

و بحسب الرواية ، بني كنيس حلب منذ 3000 عام على يد قائد جيش الملك داوود و كان يدعى ياووف بن زيريوفا . الكنيس مغلق من حوالي العشرين عام و يتخوف هاريل من تدميره كما تم تدمير كنيس جوبر التاريخي في احدى ضواحي دمشق في العام 2014 . رغم أنه لم يعد الان يهود في حلب ، عاش اليهود في سوريا بشكل أساسي في مدينتي حلب و دمشق . و حين سألنا هاريل عن يهود دمشق أجابنا بأنهم عاشوا في أفقر أحياء دمشق على الدوام و حتى عندما قامت الدولة العثمانية بتطوير و تحديث دمشق لم تقترب من المنطقة اليهودية .

اليهود عاشوا في سوريا قبل أن يطرد اليهود من بريطانيا و اسبانيا في العام 1492 و بعكس اليهود الذين رحلوا الى تركيا و بقيوا يتكلموا اللغة الاسبانية ، تبنى اليهود الذين سافروا الى سوريا اللغة العربية و تعلموها و تحدثوا بها ، على صعيد اخر تبنى هؤلاء اليهود نظام ديني يشبه النظام الذي عاشوه في اسبانيا و يحكة أن هؤلاء اليهود كانوا مثقفين بشكل كبير في العلوم و مختلف أنواع المعارف .