2016-01-27 | International News

عمر حمزاوي: مصر بحاجة لنقاش عميق حول تهجير يهودها بين ال١٩٥٠ و ١٩٦٠

مترجم عن ميمري

663dd14a8dab28f89ccb985ceb165113

في عمود مخصص له في صحيفة الشروق المصرية في أكتوبر 2015 ، كتب المحلل السياسي المصري عمرو حمزاوي عن اخراج اليهود المصريين من البلاد و عن “الحب الذي مازال في قلب هؤلاء لوطنهم مصر” موضحاً أنه يكتب بانسانية خالصة بعيداً عن السياسة و الصراع العربي الاسرائيلي ، ودعا حمزاوي زملائه المصريين لفتح مناقشة صريحة حول طرد البلاد من اليهود في 1950s و 1960s.

السنوات التي أعقبت هجرة هؤلاء اليهود حملت لهم ما كانوا يخشوه بالتحديد عندما غادرت سفنهم شواطئ مصر للأبد و دون تذكرة عودة .

كان من الغريب ترك هؤلاء المصريين الذين غادروا البلاد بين ١٩٥٠ و ١٩٦٠ لمصيرهم، مهاجرين بلا وطن، معظمهم لم يكن يعرف وجهته النهائية حتى وصلوا للملاذ الامن في أوروبا و أمريكا حيث علموا و حصلوا على حياة مستقرة.

خلال السنوات التي أعقبت نزوحهم واجهتهم المخاوف التي كانوا يخشوها عندما غادروا شواطئ مصر و هي الرحلة مجهولة النهاية اذ تركوا بلادهم مصر دون تذاكر عودة.

أعداد قليلة من يهود مصر النازحين طرقوا أبواب اسرائيل و حين نتحدث عن معاناتهم فاننا نتحدث عن معاناة انسانية بعيداً عن السياسة.

المدهش في أمر المهاجرين اليهود من مصر هو أن أجيالهم المتعاقبة حافظت على هويتها المصرية باعتبار وجود علاقة عاطفية تربطهم بهذه الهوية اضافة الى المصالخ الثابتة في البلاد التي كبروا فيها. الاباء و الأمهات اليهود المصريين الذين غادروا في ال٢٠، ال٣٠ و الأربعينات و جلبوا أبنائهم الى المجتمعات الغربية بقيوا محافظين على اللغة العربية التي نقلوها لأبنائهم و أحفادهم على الرغم من أن لكنة الأجداد العربية هي لكنة مصرية قدينة تعود للخمسينات و الستينات من القرن العشرين الا أن الأبناء و الأحفاد تعلموا اللغة العربية النحوية بشكل أكاديمي أدى الى صقل لغتهم العربية و الحفاظ عليها.

مصدر اخر أدى الى الحفاظ على هذا الاتصال العاطفي بين يهود مصر و مصريتهم و هو الفن و الموسيقى و الغناء و السينما و الثقافة الشعبية التي بقي يهود مصر على اطلاع عليها و على اخر مستجداتها مما أدى الى اتصالهم الدائم مع الثقافة.

الثقافة المصرية الحية لدى يهود مصر تدفعنا لمناقشة قضية التشريد و القمع و التهجير القسري ليهود مصر بين عامي ١٩٥٠ و ١٩٦٠.

لا أتحدث اليوم عن السياسة و لست قلقاً من مواقف اليهود المصريين الذين يعيشوا في مجتمعات غربية تجاه حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم و التي بعض منهم يؤكد على عدالة هذا الأمر و البعض الاخر يقف مع دولة اسرائيل، و لست معنياً كذلك بأولئك الذين يزورون اسرائيل بانتظام أو يرفضون الاحتلال و جرائم الاستيطان و انتهاك حقوق و حريات الفلسطينيين. بل أحاول اليوم الاشارة الى ذكرى فريدة يدفعنا الى الاشارة اليها حب الوطن و مسؤوليتنا في مناقشة أمر تهجير اليهود المصريين و عقابهم بشكل جماعي  بين العامي ١٩٥٠ الى ١٩٦٠ ما أثّر على ثقافة التنوع و الثراء الثقافي التي تتمتع بها مصر.