2016-04-19 | International News

مقارنة بين معاداة السامية عند المسلمين و عند النازيين في أسوأ حالاتها .

في 9 نوفمبر 1938، وقعت مذبحة واسعة النطاق على مستوى الأمة المعادية لليهود في وقت السلم في أراضي الرايخ الثالث. وكانت الذريعة لهذه العربدة و العنف ضد اليهود الألمان إطلاق النار في باريس قبل يومين على الدبلوماسي الألماني إرنست فوم راث من قبل هيرشل غرينزبان، البالغ من العمر 17 عاما و هو يهودي بولندي لاجئ. المذبحة التي نظمتها الدولة، بتحريض من هتلر وجوزيف غوبلز، أسفرت عن حرق أو إتلاف أكثر من ألف معبد يهودي. نهب حوالي 7500 شركة، وقتل 91 من اليهود على الأقل، وترحيل 30،000 من الذكور اليهود إلى معسكرات الاعتقال في داخاو، بوخنفالد، وزاكسينهاوزن. هذا الهجوم القاتل ضد اليهود الألمان،  وصفته النازية بسخرية باسم “ليلة الزجاج المكسور” (ليلة الكريستال)، و كان نقطة تحول رئيسية على طريق الحل النهائي لما يسمى المسألة اليهودية. كانت هذه الحادثة دلالة على أن النظام النازي عبر الخطوط الحمراء ولن يردعه الرأي العام الغربي في “حربه ضد اليهود.” النبذ الاجتماعي والإذلال العلني للبهود جاء بسرعة.حيث بدأت مصادرة أملاك اليهود الألمان و منع اليهود من وسائل النقل العام،كما منعوا من ارتياد الحفلات الموسيقية والمسارح ودور السينما والمراكز، والشواطئ، أو استخدام مقاعد الجمهور.  فقط أسبوعين بعد “ليلة الكريستال”، تنبأت مجلة اس اس، داس شوارتز، بمصير تقشعر تقشعر له الأبدان لليهود  في ألمانيا و هو ابادة وشيكة لهم “بالنار والسيف” .

الصادم اليوم هو أن هذه المعاداة للسامية تعود اليوم الى أوروبا و بعض القارات الأخرى بأشكال جديدة .  في الشرق الأوسط مثلاً تأخذ معاداة السامية هالة خطيرة بشكل خاص،وهذه الكراهية الحماعية لليهود ، ترتبط ارتباطا  وثيقاً بالحرب المقدسة أو الجهاد ضد الغرب واليهود. و معاداة السامية عند المسلمين تشربت جذورها من ليلة الكريستال و ما جاء بعدها من اضطهاد لليهود توج بالهولوكوست. على سبيل المثال، انتشار اشاعات كبروتوكولات حكماء صهيون و جعله موضوع دائم في العالم العربي اضافة الى اشاعات من نوع وجود “مؤامرة يهودية للسيطرة على العالم.”  أو اعطاء الصورة النمطية الحقيرة عن اليهودس كشعب غادر، جشع، ومتعطش للدماء كل هذه الأمور لعبت دوراً في تشويه صورة اليهود في العالم العربي و انعاش معاداة السامية. كل هذه البروبوغندا يضاف اليها بشاعة أخرى و هي انكار المحرقة اليهودية و هذه ظاهرة أشرف على نشرها أحمد نجاد و دول عربية اخرى الى جانب ايران .

كما أصبح من المألوف  في أوروبا الافتراء إسرائيل و مقارنتها مع النازية و اتهامها بالقيام ب”التطهير العرقي” للفلسطينيين. هذه النسخة المطورة من معاداة السامية أخذت بالانتشار تحت قناع “معاداة الصهيونية” والمعاداة للولايات المتحدة، وهذه اليوم ظاهرة عالمية، ولكن لها صدى خاص في الشرق الأوسط نتيجة للقضية الفلسطينية. حجم التطرف ضد اليهود في الأدب والتعليق المتوفر في الصحف العربية أو الإسلامية، والمجلات، والرسوم الكاريكاتورية، أو على مواقع إسلامية، أو في الإذاعة والتلفزيون في الشرق الأوسط  أو في الأخبار، و الأفلام الوثائقية، والمواد التعليمية، غير قابلة للمقارنة مع ذلك التحريض الذي كان في ألمانيا النازية في أسوأ حالاته.

ومع كل ذلك، فإن العالم الغربي يغض الطرف إلى حد كبير عن العواقب المحتملة لمثل ثقافة الكراهية هذه، بقدر مأساوية ما حدث لليهود من 70 عام فقط لم يكن قادراً على انتزاع معاداة السامية و تحييدها من العالم .