أملك شريط كاسيت منذ كان عمري خمس سنوات أقرأ فيه انشوده حزب البعث العربي التي تعلمتها في المدرسة في بغداد. بتدأ ب : “البعثي البعثي، هذا هو بلدي …”

أنشودة الأطفال هذه كان بمناسبة الاحتفال بتأميم النفط، وثورة يوليو عام 1958 عندما قام عبد الكريم قاسم بالانقلاب العسكري ضد النظام الملكي المدعوم من بريطانيا و المتمثل بالملك فيصل الثاني للإطاحة به  وكان الهدف لذلك هو دفع العروبة. في مقطع آخر، مسجل عندما كنت “في الصف الثاني، والدي يطلب مني قول ما تعلمته في المدرسة، أجيب بالثلاثية “وحدة حرية اشتراكية. تقصد دعاية الاشتراكية في حزب البعث العربي أن هذه المثل هي: وحدة أي وحدة جميع الدول العربية بغض النظر عن الفوارق في ثقافتهم بل توحيد في ظل الحكومات المؤسسة ضد الإمبريالية. الحرية، التي يقصد بها تحرير العرب من القمع من قبل القوى الأجنبية. والاشتراكية، الذي تعمل على نقل وسائل الإنتاج في الاقتصاد العربي من انتاجات خاصة إلى انتاجات تسيطر عليها الحكومة.

و تذكرت تجربة طفولتي مؤخرا عندما شاهدت شريط فيديو لطفلة فلسطينية صغيرة تصدح بالكراهية و العنف تجاه الإسرائيليين. مرعبة هي كمية معاداة السامية التي تغرس في الأطفال العرب عاد حيث كانت صيحات الفتاة التي تبدو بان عمرها لا يزيد عن الخمس سنوات تقول “اطعنوهم! اطعنوهم! “، في حين تلوح بيدها بسكين في الهواء . وهذا جزء مما تلقنه  الحكومات الاستبدادية لأطفال أمتهم، بدلاً أن يلقنوهم الفخر والاعتزاز بأوطانهم يعلموهم الاحتقار والعداء، والشك في الآخرين. دول الشرق الأوسط جميعها دون استثناء تعلم أطفالها هذا . حتى الآن الفصائل المتحاربة في سوريا تعلم الأطفال مناهج خاسة مليئة بالكراهية وتنضوي على المصالح السياسية للحاكمين. على سبيل المثال، جعلت الحكومة السورية الروسية بدلاً عن الفرنسية لغة ثانية إلزامية لإظهار الامتنان لروسيا لدعمها السياسي واللوجستي،و العسكري لنظام الأسد.”. تقريباً كل الدعاية العربية ، بغض النظر عن الطائفة-تغرس العداء لليهود ودولة إسرائيل في قلوب مواطنيها.و أي شخص يدعي أن العالم العربي الإسلامي والمسيحي ليس معادي للسامية يتوهم . اذاً هذا الشعور لا يقتصر على المسلمين بل كذلك على المسيحيين العرب الذين يمتنعون عن طلب المساعدة من اسرائيل و هذه افة من افات الشرق الأوسط التي تجعل المسيحيين غير مقربين من ال=سرائيل رغم كل ما عانوه تحت الحكم الاسلامي.
معاداة السامية تؤذي المسيحيين العرب 
معاداة السامية، التي عرفها الأستاذ في جامعة هارفارد الدكتور روث ويسي على أنها ليس مشاعر شخصية أو اتجاهات اجتماعية ولكنها “تنظيم مسيس ضد اليهود،” لديه تاريخ طويل. في العالم العربي،حيث المشاعر المعادية لليهود تعود إلى الوزير الفارسي هامانصاحب المكائد السياسية لتدمير جميع اليهود (كما قال في كتاب الكتاب المقدس استير). في ظل الإسلام قبل القرن العشرين، كان اليهود في بعض الأحيان متروكين ليعيشوا بسلام كما الذميين (مواطنين من الدرجة الثانية) وكانت حياتهم مقبولة عموما ولكن غير آمنة، وكتب برنارد لويس فيكتاب  “اليهود في عصرالإسلام”. أن اليهود قمعوا وحتى قتلوا ولكن لم يكن حالهم في الدول العربية كحالهم تحت نظام هتلر المعادي للسامية، الا أنهم تعروضوا للقمع الاقتصادي والاجتماعي. وهكذا كانت التربة في منطقة الشرق الأوسط خصبة للأيديولوجية المعادية للسامية المنبثقة من ألمانيا النازية خلال بدايات القرن العشرين. وقد رحبت الثقافة العربية بمعاداة السامية و عملت بها حيث كان الحاج أمين الحسين، مفتي القدس، يساعد في الدعاية المعادية لليهود في جميع أنحاء الشرق الأوسط و يعمل من برلين خلال الحرب العالمية الثانية.
يشرح ويسي في محادثته الثاقبة والحادة فكريا مع بيل كريستول الطبيعة المتناقضة لمعادي السامية: أولئك الذين يفكرون بمعاداة السامية يلحقون الأذى بأنفسهم و يسمموها أكثر من ضحاياهم المقصودين أي الماعدي للسامية في العالم العربي يؤدي الى تدمير ذاته وخاصة الآن بالنسبة للمسيحيين وهم يواجهون الإبادة الجماعية. ومعاداة السامية العربية تتجاوز الحسد حيث يعتقد هؤلاء أن إسرائيل هي وراء كل شر في العالم، وخصوصا الشر الذي يصيب العالم العربي. ولذلك، فإنه ينبغي أن يتم تدميرها! اضافة الى اختلاق قصص و مؤامرات غير منطقية كاصرار بعض النخب العربية على أن اليهود كانوا وراء 11/9. اضافة الى الغرور و التناقض فهناك من ينكر المحرقة و يدعي أنها لم تحصل من أساسها وأن اليهود كانوا تستحقونها على أي حال،كل هذه الأفكار مرسومة بعمق في جميع أنحاء الثقافة العربية سواء أكانوا من المهاجرين هنا في أمريكا، أو أولئك الذين يعيشون في الشرق الأوسط، سواء مسلمين أو مسيحيين. لكن علينا أن نسأل: لماذا؟

اليهود ليسوا شخوصاً لذلك ليش بالامكان أن يكون لهم دولة :

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع دانييل بليتكا من معهد امريكان انتربرايز جوهر الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل هو “الرفض الفلسطيني الدائم للاعتراف بدولة يهودية في أي حدود.” لكننا لا نزال بحاجة إلى أن نسأل ” لماذا؟ “لماذا الفلسطينيين وفي الواقع جميع الدول العربية باستثناء الأردن ومصر، يرفضون الاعتراف بدولة إسرائيل؟
لأن الدول العربية تتطلب للاعتراف بدولة يهودية اعترافها بالشعب اليهودي على أنهم من بني البشر ومعاداة السامية لا تسمح لهم بذلك حيث أنه لا يمكنهم الاعتراف بالدولة لأنها لا يمكن الاعتراف بناسها. وهذا نتيجة طبيعية لثقافة أهل الذمة، حيث ضمن القوانين اليهود والمسيحيين يعرفون مكانهم كمواطنين من الدرجة الثانية.

: تعليم مسيحي معادي للسامية باستمرار 

قد تبدو مثل هذه الأخبار قديمة، ولكن من المجدي اعادتها لأننا لم نتعلم من دروسنا حتى بعد أعمال العنف الإرهابية الأخيرة داخل حدودنا، ويجدر التذكير: مرسي تخرج من جامعة جنوب كاليفورنيا وحصلعلى درجة الدكتوراه في الهندسة. وكان محاضرا في جامعة ولاية كاليفورنيا. هذا الشخص الذي قضى وقتا في أمريكا، واستفاد من تعليمنا وعمل في المجال الأكاديمي. قال “الطائرة سقطت على البرج مثل سكين في الزبدة” وقال: شادي حامد، وهو زميل في معهد بروكينغز، يقتبس مرسي في مقاله في صحيفة المحيط الأطلسي، ، “أنتم تهينونا بهذا الطرح. فكيف قطعت الطائرة في 09-11 برج من الصلب مثل هذا؟ شيء ما يجب أن يكون قد يحدث من الداخل. هذا مستحيل.”

:اسرائيل .. أمل المسيحيين العرب

إسرائيل هي الأمل الأخير للمسيحيين العرب. انها الحقيقة بكل بساطة. أمريكا لا تقود العالم في قضية اللاجئين، وخاصة بالنسبة للمسيحيين العراقيين و كل المسيحيين في العالم العربي.الموقف يتطلب أن تقف اسرائيل مع جيرانها بعد أن يتخلصوا من معاداتهم للسامية، حتى أولئك المسيحيين في أمريكا وخارجها يشعرون بالضياع بين مصالح المسلمين من جهة و اسرائيل من جهة أخرى اضافة الى أنهم أقلية ضعيفة ليس لديهم القدرة على التفاوض أو التهديد، لا مال لديهم لشراء الأسلحة، ولا أرض للزراعة والبناء عليها. مرارتهم تجعلهم يفوتون حليف مهم: إسرائيل. مع استمرار الإبادة الجماعية للمسيحيين في الشرق الأوسط الأمل الوحيد المتبقي للمسيحيين العرب للحفاظ على معتقداتهم وتقاليدهم هو مساعدة دولة إسرائيل و هذا شئ انساني يجب القيام به.

أما اسرائيل فتجسد بالفعل هذه المعاملة الإنسانية مع أعدائها. فالمستشفيات والوحدات الطبية القريبة من حدودها مع سوريا عالجت الجرحى والمصابين الذين أتوا إليهم طلبا للمساعدة الطبية. هؤلاء الناس عادوا في النهاية إلى ديارهم سوريا وفي بعض الأحيان كان المرضى من  المقاتلين ومرات أخرى من المدنيين الذين حوصروا في تبادل لاطلاق النار. يصل بعضهم وهم بالكاد أحياء لا يعرفون حتى أنهم في إسرائيل ثم ستعيدوا عافيتهم ليروا أنهم يعاجون من قبل الشعب نفسه الذي تعلموا أن يكرهوه . هؤلاء الأطباء والممرضين “زرعوا بذور السلام”.

سبب آخر لمساعدة المسيحيين العرب سيكون جيد لإسرائيل: ما هي الطريقة الأفضل للتغلب على الجهاد في المنطقة من تشكيل تحالف بين المسيحيين و اسرائيل؟ من جانبهم يجب على المسيحيين في الشرق الأوسط أن يروا في إسرائيل حليفا لدعم الدولة الديمقراطية، وبناء تحالف لمكافحة الإرهابيين . لفترة طويلة جدا استخدم الإسلام تكتيك فرق تسد على المسيحيين واليهود. على سبيل المثال، عندما أراد المسيحيون العرب الذين يعيشون في الناصرة الاندماج في المجتمع الإسرائيلي والانخراط في جيش الدفاع الإسرائيلي،تعرضوا للمضايقات والاعتداءات، وهددوا من قبل الجماعات العربية الإسلامية. ما هو أسوأ من ذلك كان هذا الاتهام من قبل المسلمين للمسيحيين بأنهم يخونون فلسطين. يمكن لأي شخص يفكر بوضوح أن يرى هذا على أنه:  خوف المسلمين من تحالف المسيحيين العرب مع إسرائيل.

إذا كان يريد المسيحيين أن يكون لهم مكان في الشرق الأوسط يجب أن يتحدوا مع إسرائيل.و إسرائيل يجب أن تحمي المسيحيين من الابادة في الدول العربية و خاصة في العراق. في أربيل في الوقت الراهن الأب دوغلاس البازي يحتضن حوالي 500 شخص على أرض كنيسته، اخراجهم من هنا بمساعدة منظمات خيرية ممكن ثم نقلهم الى اسرائيل. إذا لم تفعل إسرائيل أي شئ، ما الذي ينبغي القيام به؟  من الصعب العثور على أرقام دقيقة، ولكن ربما هناك ما بين 200،000 و 400،00 من المسيحيين العراقيين سوف  يقتلون في العراق، أو يموتون في محاولة للهروب.

يجب على اسرائيل أن تقف وتدير تلك المنطقة من العالم. اسرائيل هي الأمل لمسيحيي العراق. و هي التي كانت في عصر الظلام الداعشي، عندما غطى الخراب واليأس العالم العربي، كانت إسرائيل بيت النور. مثل يونان النبي الذي أمر الله به أن يذهب إلى نينوى ويخلص الآشوريين، قد تخلص إسرائيل آشور وسهول نينوى مرة أخرى.

Share →
JIMENA