by Lyn Julius
منذ عام مضى، عقد اليونيسكو مؤتمره على عجل في مقر المنظمة في باريس لمناقضة ما يمكن القيام به للحفاظ على ما تبقى من المواقع التراثية في العراق و سوريا. حيث استولى جهاديي داعش المتمردين على منطقة في شمال العراق تضمنت ١٥ بالمئة من المواقع الأثرية المسجلة في العراق. و يعتقد أن داعش تدمر الأضرحة خشية انتشار عبادة الميت و لذلك قامت بحرق عدد كبير من الأضرحة مثل مقابر اليونان و السيث و الكنائس المسيحية و المساجد الشيعية في كل من سوريا و العراق اضافة الى هدم و نبش العدد من المواقع الأثرية بواسطة الجرافات أحياناً حيث باعت داعش عدد من القطع الأثرية في السوق السوداء من أجل تمويل أعمالهم الخبيثة.
كمعظم وكالات الأمم المتحدة كانت اليونسكو تقف بدم بارد حيال الانتهاكات بحق اسرائيل الا أنها حرصت هذه المرة بذكر الانتهاكات بحق اليهود في مؤتمرها حيث قامت المدير العام للوكالة، ايرينا بوكوفا، بادانة الدمار الذي لحق بكنيس جوبر قرب دمشق في مايو ٢٠١٤، الكنيس الذي صمد واقفاً في دمشق منذ زمن ايليا النبي.
عندما قدم وفد JJAC، يرافقه CRIF، وهي الهيئة التي تمثل اليهود الفرنسيين، قائمة 100 من المواقع ال يهودية المهددة للسيدة بوكوفا في يونيو 2014، وقالت انها منحة القائمة اذنا صاغية. وعندما قدم البروفيسور شموئيل موريه، الذي عمل طويلا وبجد للحفاظ على المواقع اليهودية القديمة في العراق قضيته، قامت السيدة بوكوفا – أو مساعديها – بالاستماع. و قد كان الأستاذ موريه قد قدم من اسرائيل ليكون ضيفا خاصا في المؤتمر، إلى جانب ممثلين عن الأكراد والآشوريين والتركمان واليزيديين.
منذ ذلك الحين، عاثت داعش المزيد من الدمار في المنطقة حيث استفاق العالم في أغسطس ٢٠١٥ على صدمة شريط فيديو لمبد الاله شمس في موقف تراثي عالمي في تدمر السورية كما تم التبليغ عن تفجيرات أخرى قامت بها داعش في مواقع أثرية و منها معبد للاله بعل.
في سبتمبر، وافقت اليونسكو على الاقتراح الإيطالي بارسال فريق “الخوذات الزرقاء” – قوة حفظ السلام الدولية للأمم المتحدة – لحماية المواقع الأثرية المعرضة للخطر.
و في أكتوبر صوت ٥٠ من قادة العالم لتخصيص موارد ل ١٠ الاف من الجنود والشرطة، والأجهزة، وخطط تدريبية جديدة لقوات الأمم المتحدة لهذا الأجل. و لكن على الرغم من العدد الكبير لهؤلاء المبعوثين من الأمم المتحدة و تطور أجهزتهم ليس من الواضح حتى الان كيفية امكان تعامل “الخوذات الزرقاء” مع جهاديين متعصبين كداعش.
و في أكتوبر صوت ٥٠ من قادة العالم لتخصيص موارد ل ١٠ الاف من الجنود والشرطة، والأجهزة، وخطط تدريبية جديدة لقوات الأمم المتحدة لهذا الأجل. و لكن على الرغم من العدد الكبير لهؤلاء المبعوثين من الأمم المتحدة و تطور أجهزتهم ليس من الواضح حتى الان كيفية امكان تعامل “الخوذات الزرقاء” مع جهاديين متعصبين كداعش.
وقد قال رئيس منظمة التراث التابعة للأمم المتحدة أن داعش وجماعات متشددة أخرى متهمون “بالتطهير الثقافي” في الشرق الأوسط. “الثقافة والتراث التي ليست حجارة ومباني فحسب – بل هويات و ما تملكها هذه الهويات“.
هذا الصراع ضد الثقافة هو محاولة لطمس هويات الأقليات من شعوب المنطقة الغير مسلمة بشكل خاص، هذه الأقليات التي أغنت في يوم من الأيام الخليط الشرق أوسطي و أضفت عليه صفة التعددية و الذين يتم دفعهم للانقراض حالياً .
قد يطرح شخص ساخر سؤالاً، ما فائدته الحفاظ على المباني والحجارة عندما يتضور الناس جوعا؟ “و ما فائدة الهوية المدنية التي يتم بناؤها من الأسفل إلى الأعلى” عندما يجري قطع رأس الناس؟ “و ما فائدة حسن الجوار والاحترام” عندما تباع الناس للعبودية؟
مافائدة كل هذا عندما يتم تطهير الجيران عرقياً كما حصل بيهود العراق و سوريا حيث غادروا دون أمل بالعودة، من الذي سيتكلم عن تراثهم؟ من الذي
سيضمن أعادة تأهيل و ترميم الأضرحة اليهودية و غيرها من اثار اليهود من يضمن أن كل هذه الاثار كقبر حزقيال لن تتحول الى مساجد عند عودة اليهود الى العراق يوماً ؟ وهذا ما حدث بالفعل حيث تمت إزالة النقوش العبرية من القبر المرمّم ليشوع رئيس الكهنة قرب بغداد. وقد تم كذلك الصاق مكبرات الصوت لقبر حزقيال، كما علّقت النقوش القرآنية على الجدران. من بامكانه ضمان الابقاء على الطابع الأصلي لهذه الأضرحة مع الزمن؟
و عندما يتم انتشال بعض القطع المسروقة من الأقليات الشرق أوسطية في الغرب يقوم الغرب بارسالها الى الحكومتين السورية و العراقية. لماذا عليهم أن يفعلوا هذا كما هو الحال مع الأرشيف العراقي اليهودية المتضمن لممتلكات شخصية يهودية و تذكارات صودرت من أصحابها اليهود من قبل صدام حسين و التي تم شحنها لترميمها في الولايات المتحدة و التي على أمريكا ردها الى العراق لاحقاً بدلاً من ردّها الى أصحابها الأصليين الذين سلبت منهم .
و بعيداً عن المشاعر و الأمور القلبية فانه لم يتم الاجابة عن أي من هذه الأسئلة.
يبدو العمل الدولي على هذا الأمر مهم في جانب واحد قد يحقق نتاجئاً حيث رؤساء المتاحف أنهم سيتعاملوا بجدية مع أي اشتباه بالتحف المعروضة عليهم من منطقة الشرق الأوسط، و سيجري التحقق من مصادر هذه التحف الى أقصى حد ممكن الا أن هواة جمع التحف يهتموا بدرجة أقل بمصدر التحف و هم أقل حذرا بالتعامل مع هذا الأمر ما يجعل سوق الفن و التحف العالمي كالسفينة التي من السهل تسرب المياه اليها .. أقل من المحتمل أن تكون منشأ العناصر. وكان سوق الفن العالمي سفينة تتسرب منها المياه أيضا لتقديم ماء.
ومن المغري أن نستنتج اليوم أن منظمات كاليونسكو، والتي قامت على دعائم القانون الحكومي الدولي،قد بيع ماضيها من قبل دول كالعراق و سوريا لم توقع على اتفاقية لاهاي عام ١٩٥٤ بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حال النزاع المسلح و التي ضربت بعرض الحائط هذه الاتفاقيات الدولية مما أدى الى اندثار هذا التراث و الاثار.